أوكرانيا تدعم "جوهر" اتفاق السلام مع روسيا: هل تنجح خطة ترامب في إنهاء الحرب؟
في تطور لافت للأحداث قد يغير مجرى الصراع الأكبر في أوروبا منذ
الحرب العالمية الثانية، أبدت أوكرانيا يوم الثلاثاء دعمها للمبادئ الأساسية
لاتفاق سلام محتمل مع روسيا. ومع ذلك، لا تزال هناك "قضايا حساسة" عالقة تتطلب
تدخلاً مباشراً بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي
دونالد ترامب.
يستعرض هذا التقرير تفاصيل المفاوضات الجارية، النقاط
الخلافية، والوضع الميداني المتوتر في كييف.
🟢 تقدم دبلوماسي حذر في جنيف وأبو ظبي
شهد الأسبوع الماضي حراكاً دبلوماسياً مكثفاً تقوده إدارة ترامب:
في
جنيف: عُقدت محادثات بين مفاوضين أمريكيين وأوكرانيين حول خطة السلام المدعومة
من واشنطن.
في أبو ظبي: التقى وزير الجيش الأمريكي "دان دريسكول"
بمسؤولين روس لمناقشة الترتيبات الأمنية.
وصرحت المتحدثة باسم البيت
الأبيض، كارولين ليفيت، بأن هناك "تقدماً هائلاً" تم إحرازه لجمع الطرفين على
طاولة المفاوضات، مشيرة إلى أن التفاصيل المتبقية "دقيقة لكنها ليست مستحيلة
الحل".
🛑 نقاط الخلاف: الأرض وحلم الناتو
رغم التفاؤل الحذر، فإن خطة السلام المقترحة (المكونة من 28 نقطة) تثير قلقاً
واسعاً في كييف وأوروبا. وتتضمن الخطة بنوداً يعتبرها الكثيرون في أوكرانيا
قاسية، وأبرزها:
التنازل عن الأراضي: مطالبة كييف بالتخلي عن أراضٍ
تتجاوز الـ 20% التي سيطرت عليها روسيا بالفعل منذ غزو 2022.
قيود
عسكرية: فرض قيود صارمة على الجيش الأوكراني.
حظر الناتو: منع
أوكرانيا من الانضمام لحلف شمال الأطلسي (NATO) نهائياً.
وفي تعليق
رسمي، قال مسؤول أوكراني: "أوكرانيا تدعم جوهر الإطار العام، لكن القضايا
الأكثر حساسية ستكون محور النقاش المباشر بين الرئيسين زيلينسكي وترامب".
🚀 القصف مستمر.. كييف تحت النار
بينما تدور المفاوضات في الغرف المغلقة، لا يزال الواقع الميداني دموياً.
تعرضت العاصمة كييف ليلة أمس لوابل عنيف من الصواريخ ومئات الطائرات المسيرة
الروسية، مما أسفر عن:
مقتل 7 أشخاص على الأقل.
انقطاع
واسع للتيار الكهربائي وأنظمة التدفئة.
لجوء السكان للمخابئ وسط
درجات حرارة شتوية قاسية.
وقالت ناديا هورودكو، إحدى الناجيات من
القصف: "كان هناك رعب، النيران تشتعل في كل مكان، وامرأة تصرخ من الطابق الثامن
لإنقاذ طفلها".
🌍 ردود الفعل الدولية: مخاوف من "الاستسلام"
تثير التحركات الأمريكية مخاوف الحلفاء الأوروبيين. الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون حذر صراحة من أن أي اتفاق لا يجب أن يكون بمثابة "استسلام". وقال
ماكرون: "نحن نريد السلام، لكننا لا نريد سلاماً يعني الاستسلام. هناك جوانب في
الخطة الأمريكية تستحق المناقشة والتحسين".
من جانبه، شدد وزير
الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة التزام أي اتفاق بـ "روح ونص"
التفاهمات التي تمت بين بوتين وترامب في قمة ألاسكا (أغسطس الماضي)، محذراً من
أن أي انحراف عنها سيغير الموقف الروسي تماماً.
🔮 ما الخطوة التالية؟
من المتوقع أن يزور الرئيس زيلينسكي الولايات المتحدة في الأيام القليلة
المقبلة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع ترامب، في محاولة لإنقاذ ما يمكن
إنقاذه وضمان أمن أوكرانيا دون تقديم تنازلات تمس السيادة الوطنية بشكل
كامل.
هل سينجح ترامب في فرض "صفقته"؟ وهل سيقبل الشارع الأوكراني
بشروط السلام المؤلمة؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة.